وأنا أتابع مثلي مثل كل المهتمين بالشأن السوري, وما أعرفه عن علوش أنه كان يعمل في الرياض كمدير لدار (صبا) للدعاية والإعلان, وأنه كان يحضر للدكتوراة في المصارف الإسلامية, إلا أن الثورة جعلته ينصرف عن إكمال رسالته..ويقال عنه كما نشر (جيش الإسلام) سيرة هذا الرجل أنه يملك عدة مؤلفات منها:- المحرر في الحديث, والمقدمة الحضرمية في الفقه الشافعي.
للعلم في بداية ظهوره كان يرفض إرتداء ربطة العنق, ولكن عند اندلاع المفاوضات ارتدى واحدة وعلى ما يبدو فإنه لايجيد عقدها, ربما هي المرة الأولى التي يضع ربطة عنق, فلا بد أن يظهر على الإعلام بشكل يليق, علما بأنها معقودة بطريقة خاطئة...
كنت أتمنى, أن يفاوض باسم سوريا محمد الماغوط فقد حمل همها في كتبه ورواياته ومسرحياته, كنت أتمنى..أن يفاوض نزار قباني باسم سوريا, فقصائد نزار والخلاخيل التي أنشأ منها جمهورية في أشعاره, أظن أنها خالدة أكثر من القذائف والجبهات, كنت أتمنى أيضا أن يفاوض (حنا مينا)..ويحضر معه بحر اللاذقية فبحرها أوفى من كل فصائلهم...لكن في النهاية, غاب الشعراء, وغاب برهان غليون وغاب الفكر والتاريخ...وحضر إلى المفاوضات مدير شركة دعاية وإعلام..كيف يفاوض باسم المعارضة...
في تونس (الغنوشي) مثل المعارضة, وهو مفكر إسلامي عالمي, وفي كوبا فاوض كاسترو وجيفارا باسم الشعب, وهم قادة..ورموز تاريخية, وفي فيتنام لم يكن (هوشيه منه) مديرا لمطعم..بل كان ملهما لكل بندقية, ولكل شيوعي..ولكل جالة وطنية, وأسس مجتمعا مقاتلا.
وفي إيطاليا, كان (الدو مورو) يفاوض نيابة عن التاريخ, من أجل مشروعه(التسوية التاريخية) وكان مفكرا أوروبيا, تقف كل جامعات أوروبا احتراما له...
سوريا تستحق أن يفاوض عنها, من هو بحجم تاريخها...
لا تلوموني إذا أطلقت صوتي عاليا :- (طل الصباح ولك علوش..سبقونا ع الزواده).
[email protected]
